حائرٌ أنا
في مسرحِ الدُّنيا..
كُنْتُ نَصِيراً للكلامْ
و للخَطَابةِ في العَوامْ
نريدُها أن تَسْتَمِرْ
إِعْصَاراً..
لهيباً..
براكينَ تَسْتَعِرْ ..
أكفُّنا تُدْمى من نتوءاتِ الحجرْ
و لْيَكُنْ..
هذا قَدَرْ..
هذا كِفَاحْ..
هذا رباطٌ يا بَشَرْ…
ثُرْنا و ثارت حَناجِرُ الشُّرَفَاءِ منَّا
حينما فُجِعَ الضَّمِيرُ في جَمَالَ و فِلْذَتِهْ..
و هبَّتِ الدُّنيا تُدينُ إجْرَامَ الوحوشْ
و خَرَجَ الصِّغارُ و النِّساءُ و الشَّبابُ و الشُّيوخْ
و دُكَّتِ الأرضونَ من ثِقَلِ الحُشُودْ
و خافَتْ من الزِّلْزالِ أن تَتَهتَّكَ تِلْكَ العُروشْ
و كانَ الخَلاصْ :
فلتُعْقَدِ القِّمةْ..
و لتأْخُذِ الشُّعوبُ نَصيبَها
امن الأَقراصِ المنوِّمَةْ
صْرِفُوا لهم بعضَ النقودْ
حتَّى يَستورِدُوا الأَكْفَانْ
هُناكَ أَزمةٌ بها..
و بعدُ!!
أرضُنا ما انفكَّت هنا
تُغَسَّل بالدِّماء..
قد عَلِمْنا أنَّنَا لِوَحْدِنا
إذ بعدما..
تُرِكَتْ عَلَى حَالِها جَذِلةً تَشْدُو
شُرْفاتُ السَّفارةِ الزرقاء :
خَلُدَ الهَوَانُ في العربْ..
و أَرْضُنا ما انفكَّتْ هنا
تُغَسَّلُ بالدِّماء
و عَمَّا قَريبٍ
سَنَنْتَقِلْ
للسُّكْنى في بَعْضِ الخيامْ
و أرضُنا ما انفّكَّتْ هنا
تُغَسَّلُ بالدِّماء
هُم مُعجَبُونَ بِحَرْبِنا
بجُرحِنا و نَزْفِنا
بم الحَجَرُ يَضُرُّهمْ ؟!
يُزْعِجُهم هذا الحَجَرْ ؟!!..
لأَنَّهَا في أَحْلامِها تَتَمَلْمَلُ أطفالُهمْ ؟!!
عُذْراً أيُّها المَعْجُونُ من أَوجاعِنا
عُذراً..
فأنتَ رَمزُ عِزِّنا
و فَخَارِنا..
و لَكِنْ
لِكُلِّ مَرْحَلةٍ زَمَنْ
لم البَارُودُ لا يَصْدَحُ إلا هنا؟؟
حِينَ نَسِيرُ في النَّاسِ
و نَتَجَمْهَرْ
قد شَرَّكَتْ عِظامَنا سَلاسِلُ الرِّصَاصْ
و ملَّتْ حاراتُنا قوافِلَ الإسعافْ
فلنجْعَلْ من البارودِ سيِّدَ السَّاحةْ
و لنمنحِ الحجرَ أقساطاً من الراحة
و أَبْشِروا إذ بعدْ ساعةْ
سيكونُ طيرُ النصَّرِ بالآفاقِ قدْ لاح..َ
كُنَّا نِياماً ها هنا
و قدْ صَحَوْنا بَغْتةً
نرتُقُ العَثْراتِ الكُثْرَ في أوحَالِ دُروبنا
فَدَرْبُ القُدْسِ بلا عَثْرات..ْ
و لا سقْطاتْ
و لا أيِّ عُشٍ هَشٍ
من أَعْشاشِ الحمامْ
* للشاعر سامر سكيك