المشاركون في الصالون السياسي للكتلة عن الجدار الفولاذي- تصوير محمد أبو زيد
- د. نافعة: النظام المصري يخاف من حكومة نتنياهو المتطرفة
- الأشعل: الجدار مقدمة لاحتلال الكيان الصهيوني لسيناء
- سيف الدولة: الجدار فضح سلوك المصريين في قتل شعب غزة
- حسن: الكتلة ترفض أن تلعب مصر دور الحارس للمحتل الصهيوني
كتب- خالد عفيفي:
أكد خبراء القانون الدولي وسياسيون بارزون أن الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة؛ يأتي كسلسلة في حلقة التمهيد لسيناريو التوريث الذي يسير نحوه النظام بخطوات متسارعة، مشيرين إلى أن الرفض الشعبي الداخلي الذي يدركه النظام لهذا السيناريو يدفعه للاستعانة بتأييد خارجي من أمريكا والكيان الصهيوني حتى يفرضه بالإكراه على الساحة الداخلية.
وشدَّدوا في الصالون السياسي للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين مساء اليوم على أن الجدار يخدم في المقام الأول الأهداف والمصالح الصهيونية في إحكام الحصار على قطاع غزة، وتركيع المقاومة، وأوضحوا أنه لا يمتُّ بصلة للأمن القومي المصري من قريب أو بعيد.
د. حسن نافعة
وفي كلمته قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية وأمين عام منتدى الفكر العربي إن قرار بناء الجدار كان أمريكيًّا صهيونيًّا بامتياز ولم يكن للنظام المصري إرادةٌ فيه، موضحًا أن الضغوط الأمريكية على مصر باعتبارها حليفًا إستراتيجيًّا وضعت مصر أمام خيارين، أولهما أن تعادي أمريكا والكيان، وثانيهما أن تبني الجدار حتى تضيِّق على حماس.
وأضاف أن خوف النظام من حكومة نتنياهو المتطرفة التي يمكن أن تشن حربًا إقليميةً للحفاظ على أمنها كان دافعًا قويًّا لبناء الجدار، فضلاً عن اعتبار النظام حركة حماس امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين التي يناصبها العداء في مصر، مطالبًا القيادة المصرية بتغيير تلك النظرة، واعتبر حماس فصيلاً من فصائل الحركة الفلسطينية؛ حتى لا يتعقد الدور المصري في القضية.
وحذّر نافعة من الأنباء التي تتناقلها وسائل الإعلام حول نية مصر بناء مرسى بحري على البحر المتوسط في المياه الإقليمية المصرية لاستكمال إحكام الحصار على غزة من البر والبحر، متسائلاً: "ما المصلحة المصرية الحقيقية وراء المشاركة في خنق غزة؟!".
وقال: "لو كانت الحكومة المصرية تحترم شعبها لكانت هي مصدر المعلومات حول الجدار، لكنها تصرفت بمنطق "اللي على راسه بطحة" عندما أصبحت المعلومات متاحةً للجميع"، مفندًا ما تروِّجه الحكومة من تبريرات حول تهريب المخدرات من الأنفاق، مؤكدًا أن السلطات لم تضبط خلال الفترة الماضية أية عمليات تهريب.
واستنكر نافعة الشكل الذي تظهر فيه مصر وأنها تلعب دور الوسيط وحريصة على المصالحة الفلسطينية، في حين أنها لا تقف على مسافة واحدة من الطرفين وتنحاز بشكل واضح لعباس، معربًا عن أسفه لموقف مصر من قوافل الإغاثة الغربية والذي سبقه موقفها من العدوان الصهيوني على غزة، وطالب النظام بالوقوف في خندق المقاومة ومساندتها بالسلاح؛ لأن غزة هى خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري.
مساءلة جنائية
د. عبد الله الأشعل
من جانبه حذَّر الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق من المساءلة الجنائية الدولية التي تنتظر مصر طبقًا لتعهداتها في اتفاقية جنيف الرابعة؛ حيث حظرت على الدول المتاخمة للإقليم المحتل حصاره أو دعم المحتل، وأوجب عليها باعتبارها دولةً مجاورةً أن تسعى لفك هذا الحصار.
وشدَّد على أن بناء الجدار الفولاذي يُعتبر مقدمةً لاحتلال سيناء إذا نجح الصهاينة وعاونتهم مصر في كسر شوكة المقاومة الباسلة في غزة وتركيع شعبها، منتقدًا الحلا اله الا الله الحاكم وأذنابه في الصحف القومية الذين يروِّجون لأكاذيب، مثل أنَّ ما يتمُّ على الحدود مجرد إنشاءات للدفاع عن الأمن القومي المصري.
وأضاف الأشعل أن هناك اندماجًا حادثًا بين مصلحة الوطن من ناحية، ومصلحة النظام الحاكم من ناحية أخرى، في حين تتناقض ممارسات النظام مع المصلحة العليا للوطن، موضحًا أن مصر ابتكرت جريمةً جديدةً تضاف إلى جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وهي جريمة الحرمان من الفرار من الموت.
انتزاع الاعتراف
محمد سيف الدولة
وقال المهندس محمد عصمت سيف الدولة الخبير في الشأن الفلسطيني إن الجدار الفولاذي ما هو إلا خطوة في طريق محاولة انتزاع الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني من الفئة الوحيدة والقلعة الأخيرة التي لم تعترف به، وهي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بقيادة حركة حماس.
وأكد أن الجدار أسقط أوهام بعض المثقفين والخبراء بأن هناك سلوكًا وطنيًّا مستترًا يمارسه النظام بعيدًا عن أضواء الإعلام في مساعدة الشعب الفلسطيني في غزة.
د. حمدي حسن
من جانبه قال الدكتور حمدي حسن أمين عام مساعد الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين إن بناء الجدار الفولاذي أحكم الحصار على قطاع غزة لمنع 80% من احتياجات المليون ونصف المليون مواطن محاصر في القطاع.
وأعلن رفض الكتلة لأن تقوم مصر بدور الحارس للكيان الصهيوني؛ بهدف تركيع المقاومة واستمالتها لإرادة المحتل.